المتحف المصرى

المتحف المصرى بالقاهرة 

تعتبر الحضارة المصرية احدى الدعامات التى قامت عليها المدن الحديثة فقد تأثرت بها وانجذبت اليها الشعوب القديمة خاصة اليونانيين والرومان ,وكان من الطبيعى ان تكون محط أنظار المؤرخين والعلماء والفنانين سواء منهم من زار مصر او حتى من سمع عن حضارتها وبالتالى فقد حاول كل منهم ان ينقل الى وطنه او المتحدثين بلغتة ما راه او سمعة عن اثارها وانطباعه عن الحضارة المصرية القديمة فى البناء والفن وكل ما اصبح اثر العين يبرهن على تاريخ حافل بالانجازات  من حضارة عظيمة مثل الحضارة المصرية وقد حدث هذا سواء مع اليونانيين او الرومان قديما او مع البلدان المجاورة ومنهم العرب اثناء العصور القديمة والوسطى وتعتبر الحضارة المصرية القديمة هى كانت حجر الزاوية التى قام عليها عصر النهضة .

وعندما قامت الحملة الفرنسية بالدخول الى مصر فى عام 1798 م كانت بمثابة عامل جديد وحريص على تسجيل ونقل تلك الحضارة التى انبهر بها وذلك من خلال كتاب وصف مصر الشهير وربما كان هذا المؤلف هو الاساس الذى جذب انتباه "ان فرانسوا شامبليون ومن قبل" سلفستر دوساس"و"التر بلاد"و"وماس يونج"الى محاولة فك رموز اللغة المصرية القديمة التى وصل فيها شامبليون الى مرحلة متقدمة فى عام 1822 م .

وذلك قبل ان يزور مصر .هذا وتعتبر أثار مصر بكثرتها سواء الثابت منها أو المنقول أو ماعثر علية ومازال باقيا تحت رمالها أكبر دليل على ثراء هذه الحضارة التى نشأت واستمرات الاف السنين .وكان من الطبيعى ان يعمل البعض على المحافظة على تلك الاثار وذلك فى عام 1835 م, حين أنشت مصلحة الاثار المصرية بهدف الحفاظ على تلك الاثار وتقنين "وضع قانون"

والعمل فى حقلها.

وجاء ذلك بعد ملاحظة الكم الهائل من المناطق التى تعرضت للعبث بالهدف البحث عن الكنوز وخاصة من قبل قناصل الدول الاجنبية ومن يعملون لحسابهم وعليه فقد تقرر جمع الكثير من لاثار المصرية لاول مرة بواسطة الحكومة وخزنها فى مبنى صغير بحديقة الازبكية ثم اهديت تلك المجموعة بعد ذلك فى عام 1855 م الى الارشيدوق النمساوى مكسميليان عند زيارتة لمصر بامر من عباس كامل حلمى الاول فى ذلك الوقت .

وفى عام 1858م , أسس "أوجست ماريت " أول متحف للاثار المصرية وذلك فى بولاق الا ان هذا المتحف تعرض للغرق اكثر من مرة اثر فيضانات النيل مما استدعى التفكير فى بناء متحف اخر.

وفى عام 1890م , نقل ماتبقى من المتحف فى بولاق الى ملحق القصر الذى كان قد بناه الخديوى اسماعيل باشاء فى الجيزة حيث بقيت تلك المجموعة هناك الى ان تم بناء المتحف الحالى عام 1902م, 

وقد وضع التصميم هذا المتحف المعمارى الفرنسى " مارسيل دورينو" طبقا للاسلوب الكلاسيكى الحديث فى العمارة وبما يتلاءم مع ماسوف يعرض به من اثار من حيث الكم والحجم والنوعية مع الاخذ فى الاعتبار التسلسل التاريخى للحضارة المصرية القديمة .

يقع المتحف المصرى بميدان التحرير ويتكون من طابقين رائسيين الدول الارضى والدور العلوى وقد خصصا للعرض الرئيسى وبالاضافة تم عمل مخزن فى بدروم المبنى خصص للتخزين كما يوجد دور ثالث مستخدم بمثابة مكان لعرض الاثار التى تهم الدارسين فقط.

الدور الارضى: خصص لعرض الاثار كبيرة الحجم او ثقيلة الوزن بالاضافة الى اثار اخرى مرتبة ترتيبا تاريخيا بداية من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر اليونانى الرومانى مرورا بالعصر العتيق ثم الدولة القديمة والوسطى والحديثة ثم العصر المتأخر.

الدور العلوى : خصص هذا الطابق اما للمجموعات الكاملة كمجموعة توت عنخ امن التى تشغل قاعة كبيرة مكيفة او مجموعة أثار تانيس او مجموعة الملكة حتب حرس والتى نقلت حديثا الى الطابق الارضى ضمن مجموعة الدولة القديمة حيث خصصت لها قاعة عرض مكيفة ذات أسلوب حديث فى طريقة العرض وتوزيع الاضاءة ويضم هذا الطابق ايضا اثارا اخرى وضعت فى حجرات مرتبة ترتيبا نوعيا بمعنى اننا نجد ادوات الكتابة فى قاعة والتحنيط فى قاعة اخرى وادوات الحرب فى قاعة ثالثة وهكذا دواليك ويبلغ عدد الاثار التى يقتنيها المتحف المصرى بالتحرير حاليا مايقرب من 120 الف قطعة.

أهم المعروضات بالمتحف المصرى :

المجموعة الاولى :

هى مجموعة الملكة أياح-حتب زوجة الملك سقنن-رع الثانى وام كل من كاموس و احمس الاول الذين حررا مصر من الهكسوس فى اوخر عهد الاسرة السابعة عشر وعثر على هذه المجموعة فى مقبرة الملكة فى طيبة الاقصر حاليا فى عام 1859م.

المجموعة الثانية:

هى مجموعة تضم مومياوات بعض ملوك الاسرة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين والتى جمعن بواسطة كهنة الاسرة الحادية والعشرين وخبئت فيما يعرف بخبيئة الدير البحرى وقد عثر على هذه الخبيئة ما بين عامى 1875-1881 م فى مقبرة الملكة ام-حابى.

وتضم تلك المجموعة اربعون مومياء ومنها:

1- سقنن-رع 

2- أمنحتب الاول

3- احمس الاول

4- تحتمس الاول

5- تحتمس الثانى 

6- تحتمس الثالث

7- سيتى الاول

8- رمسيس الثانى

9- رمسيس الثالث

المجموعة الثالثة :

وتخص الاثار التى عثر عليها فى مقبرة سن نجم بدير المدينة فى عام 1886م وقد وصلت بعض اثار تلك المجموعة الى متحف المتروبوليتان بمدينة نيويورك والبعض الاخر بمتحف برلين الى جانب مجموعة التى احتفظ بها المتحف المصرى بالتحرير.

المجموعة الرابعة :

هى مجموعة المومياوات والتوابيت الخاصة بكهنة أمون فى عصر الاسرتين الحادية والعشرون والثانية والعشرين والتى عثر عليها عام 1891م وللاسف فقد أهدى بعض منها او بيع بالخارج عن طريق الحكومة المصرية انذاك.

المجموعة الخامسة :

بعض الاثار التى عثر عليها فى مقابر الملوك او العائلات المالكة فى الدولة الوسطى .

المجموعة السادسة :

وتضم بعض المومياوات الملكية التى عثر عليها فى مقبرة امنحتب الثانى فى وادى الملوك عام 1898م.

المجموعة السابعة:

هى مجموعة يويا و تويا

المجموعة الثامنة :

هى مجموعة توت - عنخ امون

المجموعة التاسعة:

هى مجموعة الملكة حتب حرس

المجموعة العاشرة :

هى مجموعة تل العمارنة 

المجموعة الحادية عشرة:

هى مجموعة مقبرة حماكا من الاسرة الاولى 

المجموعة الثانية عشرة :

هى مجموعة تانيس.

بالاضافة الى بعض المجموعات الاخرى التى عثر عليها أثناء الحفائر فى القرن الماضى وحتى الان حيث ينقل المتميز من الاثار التى يعثر عليها لكى تعرض فى هذا الصرح العظيم الذى يعتبر أكبر متحف للاثار المصرية فى العالم.