مــعــبــد أبوســمـبـل

تعتبر الإسكندرية مدينة ساحرة تجمع بين الحاضر والم الماضي، حيث تحتضن بين أحيائها آثاراً تعود إلى عصورٍ مضت. ومن بين هذه الآثار، تبرز فيلا الطيور التي تقع في منطقة كوم الدكة بالقرب من المسرح الروماني، لتشهد على عظمة الحضارة الرومانية في مصر.
ويمتد تاريخ فيلا الطيور من حوالى سنة 50م الى سنة 300م وهى تتميز بأرضياتها المزينة بالمزايك أو الفسيفساء. واقدم لوحات الفسيفساء االتى تغطى أرضية الفيلا هى تلك التى تصور النمر والتى تعود الى حوالى سنة 100 م كما ان هناك لوحة الزهرة والتى ترجع اللى عام 133 م تقريبا تحت حكم الامبراطور هادريان (117م - 138م).
والذى يعد من العهود المزدهرة فى تاريخ الاسكندريية ولقد نفذت كل من اللوحتين بطريقة Opus Tessellatum والتى تستخدم فيها مكعبات صغيرة من الأحجار والرخام واالزجاج وكسر الخزف.
وهى نفس الطريقة المستخدمة فى تنفيذ لوحة الطيور والتى تعود للقرن الثانى الميلادى .
وهناك طريقة اخرى لتنفيذ للوحات الفسيفساء اتبعت فى أرضيةة ححجرة الطعام .
وهى مايعرف باسم Opus Sectile وتستخدم فيها قطع الرخام والأحجاار بعد تقطيعها بأشكال معينة لتكون معا بشكل زخرفى.
وكانت هذه هى الطريقة أكثر الطرق انتشار فى المبانى بالاسكندرية الرومانية .
للاسف فان أرضية حجرة الطعام فى فيلا الطيور حالتها سيئة نظرا للدمار االذى لحق بالمبنى أثر حريق دمره فى نهاية القرن الثالث االميلادى .
وربما رجعت أسباب الحريق الى الاضطرابات التى عمت الاسكندرية عام 272م . فى أثناء حكم الامبرطور أوريليان .
أو نتيجة الاضطرابات التى سادت فى أثناء حصار اللامبرطور دقليدييانوس للمدينة فى ععصر الشهداء عام 279م .
وفى فترة لاحقة فيما بين منتصف القرن الخامس ومنتصف القرن السادس الميلاديين بنيت العديد من المنازل والمخازن فوق أنقاض الفييلا.
وأخير تم االكشف عن أرضية الفسييفساء ضمن اطار عمل الحفائر التى يقوم بها المعهد البولندى للأثار منذ الكشف عن المسرح الرومانى فى بداية الستينات من القرن العشرين .
فى نهاية العقد الاخير من القرن تم الكشف عن أرضية الفيلا ولاتزال أعمال التنقيب مستمرة فى منطقة كوم الدكة الاثرية لعل الغد يكشف عن مزيد من كنوز الاسكندرية.
تعد فيلا الطيور واحدة من أقدم الفلل الرومانية التي عثر عليها بحالة شبه جيدة في مصر. يعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي، حيث كانت جزءًا من حي سكني فاخر يضم العديد من المنازل والقصور. تميزت الفيلا بجمال هندستها المعمارية وتصميماتها الداخلية الفريدة، والتي كانت تعكس الذوق الرفيع لأصحابها.
اكتشفت الفيلا خلال أعمال الحفائر الأثرية التي أجريت في منطقة كوم الدكة في التسعينيات من القرن الماضي. وقد كشفت هذه الحفائر عن لوحات فسيفساء رائعة تزين أرضية الفيلا وجدرانها، مما أذهل علماء الآثار والجمهور على حد سواء.
كما تضم الحمام الامبراطورى وحمامات عامة وصهاريج مياة ومخازن ومعنى ذلك ان المنطقة كانت تعد من أهم أحياء الاسكندرية القديمة.
سميت الفيلا بـ"فيلا الطيور" نسبة إلى لوحة فسيفساء جميلة تزين إحدى غرفها، والتي تصور مجموعة متنوعة من الطيور بألوان زاهية. تعكس هذه اللوحة اهتمام الرومان بالطبيعة والجمال.
تعتبر فيلا الطيور شاهداً على عظمة الحضارة الرومانية في مصر، وتقدم لنا لمحة عن نمط حياة النخبة الرومانية في ذلك العصر. كما أنها تعتبر من أهم المصادر التي يمكن من خلالها دراسة الفن والعمارة الرومانية في مصر.
ماذا يمكنك أن تفعل في فيلا الطيور؟
يمكنك زيارة فيلا الطيور والاستمتاع بمشاهدة الفسيفساء الرائعة، والتجول في غرف الفيلا المختلفة، والتعرف على تاريخها وأهميتها. كما يمكنك الاستمتاع بمشاهدة المسرح الروماني المجاور للفيلا، والذي كان يستخدم لعرض المسرحيات والمصارعة.
إن زيارة فيلا الطيور هي رحلة إلى الماضي، حيث يمكنك استكشاف عالم الرومان الفاخر والتعرف على جوانب من حياتهم اليومية. لا تفوت فرصة زيارة هذا المعلم الأثري الفريد في الإسكندرية.
تعليقات
إرسال تعليق