أهم مصادر التاريخ المصرى القديم
ثــبــت ســـقارة
ثبت سقارة، تلك الوثيقة التاريخية الهامة، يمثل شهادة عيان على تاريخ الفراعنة المصريين القدماء. اكتشف الثبت في مقبرة الكاهن تنري بسقارة، الذي عاش في عهد الملك رمسيس الثاني، ويحفظ الآن في المتحف المصري بالقاهرة. يتضمن الثبت قائمة بأسماء 58 ملكًا مصريًا، بدءًا من الملك مرنبتاح، سادس ملوك الأسرة الأولى، ووصولًا إلى الملك رمسيس الثاني.
لقد فسر بعض الباحثين وجود هذا الثبت وترتيب أسمائة على أساس صلة أصحابها بمدينة منف وانهم الملوك الذين شيدوا فى معابد تلك العاصمة أو قدمو هبات لالهتها . حيث ربما يكون كان الملك مر بى با هو أول ملوك الاسرة الاولى الذين أقامو فى العاصمة الجديدة منف . وقد ورد ايضا اسم ملكين اخرين من ملوك الاسرة الاولى وثمانية من ملوك الأسرة الثانية وأربعة من الملوك الخمسة الذين حكموا فى الأسرة الثالثة.
ومن المرجح انه كان مذكورا على هذا الثبت تسعة ملوك للأسرة الرابعة ولكن مما يدعو الى الاسف ان الأربعة الأخيرة قد تحطمت أسمائهم. حيث نجد ثمانية اسماء من الأسرة الخامسة والملك التاسع غير مذكو وفى الاسرة السادسة نجد أربعة فقد.
ولاشك أن الشخص الذى أختار أسما ملوك هذا الثبت كان متاثرا بما تأثر به زميلة الذى اختار أسما ثبت أبيدوس فانهما معاصصرانن لنفس الحقبة .
ولهذا نجد أنهم أسقطو جميع ملوك عصر الفترة الثانية كما أسقطو اسم حتشبسوت واخناتون ومن تلاه من عائلته . ولايوجد على هذا الثبت أثر لملوك الأسرات السابعة والثامنة والتاسعة والعاشرة ولانجد فيه من ملوك الأسرة الحادية عشرة الا اسمى الملكين اللذين وردا فى ثبت أبيدوس ولكنا نرى أسما ملوك الأسرة الثانية عشرة كاملة بما فى ذلكك الملكة التى حكمت فى أخر الأسرة , وقد كتبوها هنا باسم العرشش الخاص بها وهو سوبك كا رع .
وينتهى الثبت بأسما الملوك الثلاثة الأول من الأسرة التاسعة عشرةة وهم رمسيس الأول وسيتى الأول ورمسيس الثانى .
يعد ثبت سقارة من أهم المصادر التاريخية لدراسة تسلسل الملوك المصريين، وتحديدًا في الفترة المبكرة من التاريخ المصري. يعتقد الباحثون أن إنشاء هذا الثبت كان له عدة أهداف، منها:
- التأكيد على الهوية المصرية: ربما كان الهدف من إنشاء الثبت هو التأكيد على الهوية المصرية الموحدة، وربط الملوك الحاليين بسلسلة طويلة من الأسلاف.
- التبرك بالملوك القدماء: قد يكون الكاهن تنري قد أراد التبرك بأسماء الملوك القدماء، آملاً في الحصول على بركاتهم وحمايتهم.
- الدعاية للملك رمسيس الثاني: ربما كان الثبت جزءًا من حملة دعائية لتعظيم مكانة الملك رمسيس الثاني، وإظهار عظمة سلالته.
من أبرز الملاحظات على محتوى الثبت:
- تركيز على ملوك منف: يلاحظ التركيز على ملوك مرتبطين بمدينة منف، مما يشير إلى أهمية هذه المدينة في عيون مؤلف الثبت.
- غياب بعض الملوك: غاب عن الثبت أسماء بعض الملوك، مثل ملوك الفترة الانتقالية الثانية وحكام الهكسوس، وكذلك الملكة حتشبسوت وأخناتون، ربما لأسباب سياسية أو دينية.
- اكتمال أسماء ملوك الأسرة الثانية عشرة: بشكل ملحوظ، تضمن الثبت أسماء كاملة لملوك الأسرة الثانية عشرة، بما في ذلك الملكة سوبك نفر رع.
- انتهاء الثبت برمسيس الثاني: ينتهي الثبت بأسماء أوائل ملوك الأسرة التاسعة عشرة، مما يعكس الفترة التي عاش فيها الكاهن تنري.
مقارنة بثبت أبيدوس
يشترك ثبت سقارة مع ثبت أبيدوس في بعض الخصائص، مثل التركيز على الملوك المصريين القدماء، وغياب بعض الأسماء. ومع ذلك، هناك أيضًا اختلافات بين الثبتين، مما يدل على أن كل منهما يعكس منظورًا تاريخيًا مختلفًا.
خاتمة
ثبت سقارة هو وثيقة تاريخية فريدة تقدم لنا نظرة قيمة على التاريخ المصري القديم. يسلط الثبت الضوء على أهمية مدينة منف، ويؤكد على استمرارية الهوية المصرية عبر العصور. ومع ذلك، يجب تفسير محتوى الثبت بحذر، مع الأخذ في الاعتبار السياق التاريخي والسياسي الذي أنشئ فيه.
تعليقات
إرسال تعليق